الثلاثاء

لماذا لا يوجد حرية على الفايس بوك؟



الأسبوع الماضي، وبدون أي سابق انذار قامت ادارة ال Facebook باغلاق آلاف المجموعات والحسابات الجماعيّة والشخصيّة لأفكار ومعتقدات قد تختلف معها أشد الأختلاف أو قد تأيدها،ولكن المبدأ هو طرح الاشكاليّة عن مدى الحريّة المناطة والمسموح بها ضمن نطاق الFacebook بل حتى ضمن نطاق كل ساحة الأنترنت.

فلطالما كانت هذه الساحة فريدة من نوعها، وعنواناً بارزاً للحريّة المنشودة في أوطاننا بل في العالم أجمع،وملتقى للأفكار والأراء المختلفة وساحة حوار الشعوب مهما كانت أصولها الفكرية أو العقائديّة بل و حتى الطائفيّة والمذهبيّة،وجرس انذار بوجه أنظمة القتل والسرقة وكبت الحريّات والآراء ،هذه الأنظمة الشموليّة والديكتاتوريّات العديدة،أنظمة الحزب الواحد والرأي الواحد.

الاّ انّ عمليّة الأغلاق هذه، طرحت اسئلة كثيرة عنوانها الأبرز،من يتحكّم بهذه الساحة ،من الذي يساهم في اغلاق هذه المجموعات أيّة حكومات؛ بل وحتّى على أيّة معايير وعلى أيّة اسس يتم اغلاق هذه المواقع والحسابات ؛
وهل بالفعل لا حريّة منشودة على هذه الساحة ،من خلال قيام العديد من الحكومات وخاصة في منطقتنا على اغلاق الكثير من المواقع السياسيّة المعارضة،ومنع إمكانيّة الدخول إليها،وهل انسحبت هذه الأفكار على العالم المتحضّر مدّعي حقوق الإنسان والرأي الآخر من خلال اغلاق ادارة الFacebook للمواقع الجماعيّة والحسابات الشخصيّة؛
وهل هذه المواقع هي فقط لعرض بعض الصور التافهة ، والحوارات التي لا قيمة لها، أولن ينطلق الأنترنت ليكون معبراً عن خوالج ومعتقدات وأفكار كل انسان على وجه الأرض، وصرخة بوجه الأنظمة منتهكة الأعراض ومسفكة الدماء وقاتلة الأبرياء،و ليكون ميداناً للحوار المنشود وساحة نحو مصارحة الشعوب لبعضها البعض.

مع الأمل الذي يبقى يغذينا، على ابقاء الأنترنت ساحة للحريّة ولحوار الأفراد من بلدان العالم جميعها،وخاصة البلدان العربية مع إضمحلال الوسائل الأخرى، على أن يتمتّع بدرجة حريّة واسعة ليكون ميداناً للحريّة البنّاءة في هدم الظلم وجبروت بعض الحكومات والأنظمة السلطوية...

الكاتب: فرحات أسعد فرحـات FARHAT ASSAAD FARHAT
البريد الإلكتروني: farhatfarhat@live.com

هناك تعليق واحد:

محمد نبيل يقول...

أخى الفاضل ..
إن ال " فيس بوك " سلاحٌ عصرىٌ ينتمى إلى ساحة الإعلام الجديد الأسرع انتشاراً , إلا أنه من الأدوات التى يتحكم فيها غيرنا كيفما شاءوا , وواجبنا أن نوجد - نحن - البديل الذى نستطيع استخدامه من أجل أن نكون نحن المتحكمون فى أدواتنا وبالتالى حياتنا ومستقبلنا.