الخميس

حركة إغلاق الأفواه في دولنا العربية؟


تناقل إلى آذاننا في الأيام الماضية خبر إيقاف قناة العالم الإخبارية على القمرين الإصطناعيين، العرب سات والنايل سات، والذي لم نصدقه في بادىء الأمر، لتداركنا الوضع وتذكرنا أن المؤسستين السابقتين تتحكم بهما على التوالي المملكة السعودية والتي يوجد على علمها، شعار الدولة الإسلامية الأولى أي "رسالة التشهد" والتي كنت أظنها للمسلمين كافة، قبل أن أتحرى وأعلم أن المملكة العظيمة قد إعتبرت الشعار لفئة وأخذت تقف في مواجهة الفئة الأخرى؟ بدل لعب دورها المطلوب كوسيط في تهدئة الصراعات، وإدارة الحوارات؛ والجمهوملكية المصرية والتي يجلس على عرشها المدعو محمد حسني مبارك، قبل ان يتنازل لولي عهده، صائن العرض والشرف وموصل المصريين إلى سلّم المجد وربما القمر...؟
ولذا إن وقف قناة العالم الإخبارية ومقرها "بيروت"، التي نحترم ونقدر لهو رسالة بحق كل صاحب رأي معارض في العالم العربي، يدعو للمقاومة ولعدم التسليم للأنظمة الديكتاتورية، وهل هذه هي الرسالة الأولى من قبل الدول التي وقعت على وثيقة وزراء الإعلام العرب التي بدأ تطبيقها وتنفيذها اليوم بحق قناة العالم في ظل حركات التمذهب والتطرف السائدة، وخاصة من قبل رجال الدين المتطرفين، بدل ان تكون رسالتهم، هي رسالة النبي الكريم التي دعت للسلام والحوار بين الشعوب متمثلة بقصة جاره اليهودي، والتي يجب تطبيقها في أيامنا هذه وخاصة بين المذاهب الإسلامية المتنافرة، والطوائف المختلفة، لبناء أوطان تحترم الإنسان؛ خاصة ان قرار اغلاق قناة العالم يهدف للقضاء على الرأي الآخر وعلى كل وسيلة إعلامية تعبر عن آرائها في الواقع المخزي المعاش في أوطاننا؟ ولأي متى سنبقى نحن الشعوب، خانعين لأنظمة الحزب الواحد والرأي الواحد، الأنظمة التي تنشر الفساد والرذيلة في بلدانها للبقاء في السلطة والقيام بحركات التوريث لأولادها، وتبقينا في منظومة البلدان الجمهوملكية؟ البلدان التي ينتشر فيها الفساد وتقل فيها الديموقراطية، وتعتمد على الإستيراد لتأمين غذائها من أكل وشرب؛يضاف إلى ذلك إستثمار عائدات النفط والغاز في دعم حركات التطرف والتمذهب التي تقتل وتدمر المناطق والشعوب من لبنان، العراق، اليمن، إيران، باكستان، أفغانستان وغيرها...هذا من جهة ، ومن الأخرى تستثمر أموال الشعوب وعائدات ثرواتهم في بناء القصور في لاس فيغاس وكان، بدل أن تستثمر في هدم الأمية، وإزالة التخلف، ونشر التعليم، وبناء اقتصديات قوية، تتنوع ايراداتها من مختلف القطاعات الخدماتية والصناعية، وبالتالي تساهم في ردم البطالة، وزيادة فرص التوظيف، ما يقوي العائد الوطني للدولة وللأفراد على حد سواء...؟
زد على ذلك، الأموال التي تدفع من أجل تسليح الجيوش، وتدريب القوى الأمنية على أن عدوهم الحقيقي يتمثل اليوم بأبناء شعبهم من المذاهب الأخرى، وليس العدو الصهيوني الذي يقتل أبناء شعب عربي آخر رفض أن يتنازل عن حقه في العيش بكرامة والإستشهاد بعنفوان من أجل عودة الأرض المسروقة من أضراس الثعلب الماكر .


الكاتب: فرحات أسعد فرحـات FARHAT ASSAAD FARHAT
البريد الإلكتروني: farhatfarhat@live.com

ليست هناك تعليقات: