الأحد

ويلٌ لأمة ..عربية

ويل لأمة تكثر فيها المذاهب والطوائف وتخلو من الدين.

ويل لأمة تلبس مما لا تنسج، وتأكل مما لا تزرع، وتشرب مما لا تعصر.

ويل لأمّة تحسب المستبدّ بطلاً، وترى الفاتح المدلَّ رحيماً.

ويل لأمة تكره الشهوة في أحلامها، وتعنو لها في يقظتها.

ويل لأمة لا ترفع صوتها إلا إذا مشت في جنازة، ولا تفخر إلا بالخرائب، ولا تثور إلا وعنقها بين السيف والنطع.

ويل لأمة سائسها ثعلب، وفيلسوفها مشعوذ، وفنّها فنّ الترقيع والتقليد.

ويل لأمة تستقبل حاكمها بالتطبيل وتودّعه بالصّفير، لتستقبل آخر بالتطبيل والتزمير.

ويل لأمة حكماؤها خرس من وقر السنين، ورجالها الأشداء لا يزالون في أقمطة السرير.

ويل لأمة مقسمة إلى أجزاء، وكل جزء يحسب نفسه فيها أمّة."
الويل لأمة ، تقتل نفسها بسلاح تشتريه بدم أبنائها و تسلمه لهم..

الويل لأمة ترتمي في أحضان الأغبياء و تقول لهم أنتم قادتي ...

الويل لأمة ، لا تحمل ثقافة أجدادها و تصرفها أفعالا ...

الويل لأمة ، تظن أن عدوها هو الصديق و الصديق هو العدو الأخبث ...

الويل لأمة تنهل من كتب الغير و تلقي كتبها في خنادق النار ...

الويل لأمة ، لا ناس فيها ..

الويل لأمة ساستها ، جيوبهم أكبر من أقلامهم ...
الويل لأمة ، فيها ألف مقاوم ،و خلف كل مقاوم يقف عميل أسود مطرز بأثواب العفة ..

الويل لأمة ليس لها من مقدراتها الا الثرثرة و الكلام ...

الويل لأمة أبناؤها كبار و قادتها بحجم حبة الأرز ...

الويل لأمة تحول أبناؤها قطعان للطوائف المسيسة ..

الويل لأمة فيها ألف طائفة و ليس فيها وطن ...
الويل لأمة لا تقرأ
... وإذا قرأت لا تفهم....
... وإذا فهمت لا تعي...
... وإذا وعت لا تدرك...
... وإذا أدركت تخاف من كل شيء...

الويل لأمة يكون فيها المخبر أهم من أينشتاين
الويل لأمة لا تعيش إلا بين القبور
الويل لأمة تخاف من أبنائها
الويل لأمة يهجرها أبناؤها طلبا للعيش الكريم
الويل لأمة يصبح الله فيها فردا لا يساوي شروى نقير
الويل لأمة تسير الحيط الحيط وتطلب السترة بعد ذلك
الويل لأمة يصبح شعارها هو الخوف
الويل لأمة يتحول شعار أبنائها إلى مسألة الحفاظ على الجلد
الويل
الويل
الويل لأمة لا تستطيع أن تكون أما
الويل لأمة لا تستطيع أن تصبح أمة
ويل لأمة تئد نساءها أحياء .
ويل لأمة يكون فيها وجه المرأة عورة، وصوتها عورة، وحبها عورة .
ويل لأمة تريد نساءها خلف البعير .
ويل لأمة تحنط نساءها بالشعوذة والجان والتعويذة .
ويل لأمة لا ترى في النساء إلا الجنس والسرير.
ويل لأمة تقتل التفكير وتعدم الحرف إذا توثب


جبران خليل جبران

حديقة النبي 1933

تقال في كل زمان وفي كل وقت ودائماً وأبداً تُقال في دولنا العربية المتخلفة التي تستورد كل إحتياجاتها من الخارج ولا تصدّر سوى البشر؛ إنها أنظمة إستبدادية، إعتاد سكانها على العويل والصراخ والبكاء على خراب الماضي والحاضر و..المستقبل.


ليست هناك تعليقات: