حذرت منظمة هيومان رايتس ووتش من ان الاقليات العرقية التي تعيش في الشمال العراقي تواجه كارثة انسانية نتيجة الصراع الدائر بين العرب والاكراد للسيطرة على عدة مناطق مهمة في محافظتي كركوك ونينوى.
وقالت المنظمة في تقرير اصدرته بهذا المعنى إن اليزيديين والشبك والمسيحيين يتعرضون لهجمات يشنها عليهم "المتطرفون المسلمون السنة" والى "مضايقات" على ايدي القوات الكردية.
ودعت المنظمة السلطات الكردية في الشمال والحكومة العراقية المركزية ببغداد الى ضمان سلامة هذه الاقليات.
من جانبها، اتهمت "حكومة اقليم كردستان" التقرير بالتحيز، الا انها وعدت بالنظر في كل التهم الواردة فيه.
وقالت "حكومة اقليم كردستان" إن التقرير "يكشف عن عدم ادراك بنيوي للظروف السائدة في محافظة نينوى وجهل يثير القلق بالتاريخ العراقي، ولذا فقد خرج التقرير بصورة مشوهة للواقع."
وتعتبر محافظة نينوى الواقعة الى الجنوب الغربي من منطقة الحكم الذاتي الكردية شمالي العراق، بالتنوع الاثني الا ان الزعماء السياسيين العرب والاكراد يطالبون بها.
الا ان هيومان رايتس ووتش قالت في تقريرها إن "حكومة اقليم كردستان قدمت الحوافز المادية وغيرها للاقليات من اجل الفوز بدعمها، وفي نفس الوقت استخدمت اجراءات تعسفية بحق هذه الاقليات من اعتقالات كيفية وترهيب وعنف في مسعى لضبطها."
وجاء في التقرير انه على صعيد آخر، تعتبر العناصر الاكثر تطرفا في الحركة المسلحة السنية الناشطة في نينوى - وعلى وجه الخصوص في مدينة الموصل مركز المحافظة - الاقليات بوصفها تجمعات "للصليبيين والكفار."
ويضرب التقرير مثلاً على ذلك بالهجمات التفجيرية "المتفق على أن منفذيها كانوا من الاسلاميين المتطرفين السنة" في شهر اغسطس/آب 2007 والتي راح ضحيتها اكثر من 300 يزيدياً في أسوأ هجوم من نوعه استهدف المدنيين منذ الغزو الأمريكي.
وفي معرض تطرقه للاعتداءات التي استهدفت المسيحيين، قال التقرير إنه في اواخر عام 2008 ادت "حملة اغتيالات وعنف ممنهجة ومدبرة" الى مقتل 40 كلدو آشوري وتهجير اكثر من 12 ألف من مساكنهم في الموصل.
وقال جو ستورك نائب مدير شؤون الشرق الاوسط في هيومان رايتس ووتش "إن اليزيديين والمسيحيين والشبك العراقيين قد عانوا الأمرين منذ عام 2003، ولذا فعلى السلطات العراقية العربية منها والكردية الحد من التجاوزات التي تقوم بها قوات الامن والمتطرفين وغيرهم لارسال رسالة مفادها انه من غير الوارد الاعتداء على الاقليات دون وازع."
ودعت المنظمة "حكومة كردستان" الى تعديل دستورها من اجل أن يتم الاعتراف بالشبك واليزيديين "كمجموعات اثنية وأن تكف فوراً عن اعمال الاحتجاز التعسفي بحق النشطاء من الاقليات وان تكف عن قمع المنظمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني التي تعارض السياسات الكردستانية في المناطق المتنازع عليها".
علماً، بأن الاقليات العرقية في العراق تعيش حالة مأساوية، فمثلاً عدد الصائبة وصل إلى أقل من 2000 شخص يسكنون في العراق بعد أن كان عددهم قبل أحداث 2003، 40 ألفاً.
إدارة التحرير
هناك تعليق واحد:
السلام عليكــــــم
لقد اطلعت لاول مرة على هذا الموقع و وجدت فيه مواضيع غاية في الاهمية ,وفي نفس الوقت تسرب الى دماغي الاسى حيال شعوب عربية متخلفة تقودها طبقة تؤمن بالثروات والجلوس على العروش , وتلعب بأدمغة شعوب متخلفة للتستر ومحو كل دماغ من الخريطة العربية ...فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
http://petroleonline.unblog.fr
إرسال تعليق