يا جماعة .. ما المشكلة؟ .. بين الحين والآخر حوادث ومشاكل وأزمة طائفية بين المسلمين والأقباط ...
من المستفيد من ذلك؟ .. هل هو النظام المصرى الأوتوقراطى؟ .. الذى يُبقى دائما النار تحت الرماد .. حتى ينشغل المصريون بها عن أمور حياتهم اليومية المتردية .. ينشغل عن الصداقة غير البريئة والنعومة الفائقة فى العلاقة المريبة مع إسرائيل .. وينشغل عن البحث عن مخرج من حالة الانسداد السياسى التى تعيشه مصر وبالتالى يخرج غازاته السامة وعوادمه وصرفه الصحى فى مجالات الاقتصاد والثقافة والاجتماع .. احتكار وجهل وعشوائيات .. وهكذا ...
ومن الآخر.. لا أجد يدا خارجية فيما يحدث .. لا فى شكل ما يحدث .. ولا فى مضمونه .. إذاً اليد الآثمة الفاعلة هى هنا فى الداخل .. ونحن جميعا شركاء فيها .. وبالذات المسلمين .. وبالذات بالذات التليفزيون .. ونظام المجتمع ...
أنا تربيت على قرآن الافتتاح وحديث الصباح وقرآن الثامنة مساء وخطبة الجمعة وفقط .. أيها الناس إن الدين أحد أهم احتياجات المجتمع ولكن ليس بهذا الشكل وهذه الكمية .. فغير الفضائيات العديدة التى لا تقدم إلا الدين .. تجد خمسة عشر برنامجا دينيا يوميا فى كل فضائية أخرى .. وكثيرا منها يناقش مشاكل شخصية فردية على الهواء .. ما هذا؟ ...
إن المجتمع يحتاج مزيجا اجتماعيا ضروريا يتكون من اللغة وما أدراك ما اللغة الآن .. والدين الانتماء والمعاملة والقيم .. ويحتاج كذلك العلم أصول العلم طريقة التفكير المنهجى .. ويحتاج للفن المنشط المغذى للروح والوجدان وليس المسسلات المخدرة للعقل .. ويحتاج الأدب والشعر والفلسفة .. إلخ إلخ .......
أين هذا كله؟ .. أين التلفزيون الوطنى أوالحكومى أيا كانت التسمية؟ .. خرج ولم يعد .. خرج من عالم الريادة إلى عالم التقليد .. تقليد روتانا والجزيرة .. ونسى أن لديه مهمة وطنية لرفع مستوى الفكر والإداراك وتحقيق مصالح كل الناس ابتداء من الفلاحين الذين يجب أن يكون لهم قناة خاصة مرتبطة بهم ارتباطا عضويا وبمشاكلهم فى الزراعة والإيجارات والأسعار والمبيدات وغيره .. إلى التنوير بمعناه الحقيقى من تغيير إيجابى للعقل وأدواته ...
ولكن أين الأقباط فى كل ما قيل .. 2 مليون ساعة إرسال تليفزيونى من 700 ألف قناة .. لا توجد سيرة للدين المسيحى غير نقل القداس .. غير كاف .. لماذا لا يوجد برنامج دينى ولو أسبوعى يعظ المسيحيين ويجعل المسلمين يشعرون أن لديهم جيران لهم دين آخر.. هل يعقل أن نرى على الجزيرة برامج وثائقية عن الأقباط وعن البابا شنوده ولا نراها عندنا موطن هؤلاء .. هل الأقباط لا يدفعون الضرائب .. هل لا يخدمون فى الجيش .. هل لا يستشهدون فى الحروب .. أم ماذا ...
لابد أن نعمل كل ما يجب عمله ليشعروا أنهم جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع ...
ثم أخيرا لماذا لا يتم الترقى على كافة المستويات على أساس الكفاءة التى يحددها اختبار تسرى نتائجه على الجميع؟ .. ولماذا على المستوى السياسى لا نعمل بنظام القائمة؟ .. حينئذ لا كوته ولا يحزنون .. لأن نظام الكوته يخلق انقساما لا وجود له .
بقلم: د.عادل الليثى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق