الأربعاء

الفساد يقرع باب المفتي في لبنان!؟





وجّه رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق الدكتور سليم الحص المشهور عنه بمقارعة الفساد والمفسدين وبحسه الوطني العروبي، رسالة إلى مفتي الجمهورية اللبنانية محمد رشيد قباني المتهم بملفات فساد واسعة في البلاد وهدر وتصرّف بأموال عامّة وصرف سلطة ونفوذ ،أمس الأول هنا نصّها:

صاحب السماحة



عليك بتبرئة نفسك... أو الاستقالة، والخيار الثالث... والعياذ بالله، إهدار كرامة طائفتك.



أنت في موقعك يُفترض أن تكون فوق كل شبهة في استقامتك ونزاهتك. أوَليس هذا ما يأمرك به الدين الحنيف؟



إنك تتولّى القيادة الروحية لطائفة السنّة من المسلمين، مع أن الحقيقة، كما يجب أن تعلم، أنه لا كهنوت في الإسلام.



فكيف تتقبّل ما سيق إليك من اتهامات تطاول استقامتك ونزاهتك؟ كان المفترض أن ترد على هذه الاتهامات الشنيعة، أو أن تتولى دار الفتوى الرد نيابة عنك. أما وأن الرد المفحم لم يأتِ من جانبك، فالناس يرون، وبحق، أن السكوت على الاتهامات كل هذه المدة هو دليل على صحتها وصدقيتها.



خطر لي يوماً أنك قد تكون ثائراً لكرامتك. فكتبتُ إليك أحضّك على إقامة دعوى قدح وذم ضدّ مَن كال لك كل تلك الاتهامات. فما كان منك أي حراك في هذا الاتجاه. فكان سكوتك هذه المرة شاهداً قاطعاً على ضلوعك في الارتكابات التي اتُّهمتَ بها. فكنتُ أتساءل، كما كثير من الناس الذين كانوا يحترمونك، لماذا لا يبادر سماحة المفتي إلى مقاضاة مَن وجّه إليه الاتهامات إذا كان بريئاً منها؟ فما جوابك عن هذا السؤال؟



أعطاك الناس فرصة رحبة لإثبات براءتك مما نُسب إليك من القبائح، حتى لا نقول فيها أكثر من ذلك. فإذا بك لا تبدي حراكاً. كأنك تراهن على أن الوقت كفيل بمحو ما نُسب إليك. إن كان هذا حقاً ما تعتقد فإنك مخطئ، مخطئ، مخطئ. إن ما قيل عنك هشّم كرامة الطائفة بأجمعها، ولم يصدر عنك ما يخفّف من آلام الناس الذين كنت تتولى قيادتهم الروحية.



إننا نناشدك باسم الناس الطيبين يا صاحب السماحة أن تتحرك، أن تفعل شيئاً، ونحن نشير عليك بأن تفعل أحد أمرين: فإمّا أن تقدّم دعوى قدح وذم ضد مَن تجرّأ على توجيه كل تلك الاتهامات إليك أو أن تستقيل من منصبك ليحل محلك مَن يعنيه أن يحفظ كرامته في سلوكه وتصرفاته وأقواله، لا بل يعنيه أن يحظى برضى الله عزّ وجلّ.



في حال بقائك في مقامك الذي لم تعد جديراً به، فإننا نخشى أن يكون بقاؤك في يوم من الأيام سبباً لتفجير فتنة في صفوف طائفتك لا سمح الله. إذا وقع ذلك لا قدّر الله، فسيكون وزر الفتنة المدمرة في عنقك. ألا يكفيك ما في عنقك من أوزار ما ارتكبت حسب الاتهامات الموجّهة إليك؟



بالله عليك، برّئ نفسك مما اتُّهمتَ به أو ارحل بسلام. فربّ العالمين لا يغفر لك إهدار كرامة المسلمين.



أجل. بعبارة مختصرة: عليك بتبرئة نفسك أو الرحيل بسلام. وسلام على مَن اتّبعَ الهدى.



ولا يغرّنّكَ أن في هذا البلد جهات سياسية تخصك بالدعم والتغطية على معاصيك. فحبل دعمها، كما تغطيتها، قصير وعرضة للانقطاع في أي لحظة.



بقلم: ادارة تحرير المجلة



ليست هناك تعليقات: