الأربعاء

كتاب مفتوح إلى سماحة السيد حسن نصر اللّه

كتاب مفتوح إلى سماحة السيد حسن نصر اللّه.


تحيّة وبعد،

لمَا كنَا لا نعرف عنكم إلاَ التقى ، الإيمان والصدق ، والإدارة الرشيدة والمرنة لحزب في لبنان قد يكون أكبرها وذو شعبيّة مترامية الأطراف بين المشرق والمغرب. ورجال أشدَاء في الميدان ينتمون لهذا الكيان العظيم قلباً وقالباً، يقولون للعالم معنى رسالة المطالبة بالحق ورفض الباطل مهما كان شديداً ، وهذه هي رسالة الإمام الحسين بحق .

إذ يهمَني سيّدي، أن أعرض لكم وبقلب صادق، أنَ هناك الكثيرين الذين يرددون أنهم ينتمون أو محسوبون عليكم، كذباً وبهتاناً فقط لاستفادتهم من منصبٍ هنا أو جاهٍ هناك عند إنتمائهم لهذا الكيان العظيم.

ولأننَي أخاف مثل الكثيرين ممَن يأمنون بقضيَة الحريّة ومحاربة الباطل أن يأتي يوم تتراجع فيه شعبيَة الحزب وعنفوانه مثل أحزاب وحركاتٍ سياسيَة كثيرة في عالمنا العربيَ وبلدنا لبنان، تعرفونها بالتأكيد، وذلك نتيجة الكثير من الأخطاء التي قد تعتبرونها عابرة ولكنَها ستترسَخ في عقول وقلوب الناس كرهاً ، أو انتظاراً لكيان مستقبليَ يأتي ليغيَر الواقع العظيم اذا غدا يوماً ما سراباً أو أشبه بذلك.

فعلى الصعيد الداخلي للحزب، الأخطاء العديدة اليوم التي يروَج أنكم تقبلون بها ، ستغدوا غداً مشعلاً يمسكه الآخرون عليكم لعلَهم يغتنون بها ، مع العلم أنّ مرددي الشعارات غير المؤمنين بها لمصلحة هنا أو هناك، من اليسير عليهم أن يغدوا غداً مع كيان سياسيّ آخر قد تصبح إستفادتهم منه أكبر....
سيِدي،
الخطر الأكبر الذي يتهدَد هذا الكيان العظيم الذي نحبّ ونحترم ، هو خطر وصول هذه القلّة غير المؤمنة إلاَ بمصالحها ، إلى سلّم المجالس البلديَة ضمن المناطق المتواجدة فيها، وبالتالي إسترزاقهم من هذه المناصب لمصالح ذاتيَة...

أمَا على الصعيد الخارجي، والذي قد يهدّد كيان الوطن ووجوده،هو تحالفاتكم مع أحزابٍ، وقوى سياسيّة شاركت بالفساد ، وأهدرت الكثير من المال العام، وسفكت دماء العديد من الأنفس البريئة ، وهتكت أعراض وحرمات منازل كثيرة، لهو نقطة سوداويَة لن تلبث إلاَ أن تتوسَع في عقول وقلوب كلّ من إكتوى بنيران تلك القوى ولهي بكثيرة بحقَ؛

ولذا مساهمتكم عن طريق التحالف معها وإنجاح أفراداً منها في أيّ إنتخابات نيابيّة، نقابيّة أو بلديَة وإختياريّة سابقاً ، آنيّاً ، أو مستقبلاً ، بغية القول بضرورة توحيد طائفة ما، لهو أمرٌ شديد المرارة لنا، فيجب على الأحرار أمثالكم الذين لم يبخلوا من أجل تحرير تراب الوطن، بدماء فلذات أكبادهم أن يقفوا مع الأحرار أمثالهم حتى ولو كانوا من طوائف ومذاهب أخرى وهذا ما فعلتم عبر إتفاقيَة التفاهم مع التيَار الوطنيَ الحرَ، بغية وصول الوطن لشواطىء الأمان، ليغدو ليس وطن التحرّر من ظلم الأعداء فقط بل التحرر من الفساد والرذيلة ، التحرر من ظلم المفسدين وقتلة الأنفس البريئة الذين تساعدونهم للبقاء في مناصبهم والإسترزاق منها ، وإبقاء الوطن في أرجوحة التخلّف والتبعيَة..

ولقد علَمتمونا سيَدي ، أنَ الرسول الكريم كان من بين أفراد عائلته وعشيرته وليس طائفته من قام بالاعتداء على الإسلام والمسلمين في أيَام الدعوى الأولى، فلم يكن يجاريهم إلاَ في الهداية إلى الصواب ، وليس إلى تنصيبهم في عليا المناصب.

أخيراً، الأمل بالتغيير يبقى يظلِلنا، بعودة الحق لأصحابه على صعيد من إكتوى بنيران محازبيكم في المناطق الكثيرة، والإستقرار إلى ربوع الوطن، ربوع الحريَة لمحو الفساد من عقول وتطبيقات حلفائكم والتحرَر من ظلمهم،

فعباءة التحرر التي ترتدونها ، والتي كانت شعاراً لرفض الظلم في بلاد جبل عامل ، أخاف أن تغدو هي العباءة التي يحتمي تحتها المفسدين والسارقين موصلي البلاد إلى سلَم التهلكة وأرجوحة التخلُف...

أتمنَى أخذ كلامي هذا بروح طيَبة من قبلكم، وأنا أعلم بالتأكيد ما يتهددكم من ظلم الأعداء داخل الوطن وخارجه، ولكن المثل العربي يقول "الصديق من يصدق القول، وليس من يصدّقه"

ولولا خوفي على كينونة الحزب لما قلت هذا الكلام، مع أصدق التمنيَات لكم بدوام الصحَة والمجد والعنفوان، والإدارة الرشيدة للحزب لدوام الإنتصارات...

 
بقلم: مواطن من جنوب لبنان

هناك 4 تعليقات:

حسين فقيه يقول...

أتمنى أن يسمع سماحة السيد ما تقول يا أخي، بغية إنماء قرى جنوب لبنان والبقاع الغربي خاصة بعد شيوع الفساد بين ممثلي الأمة من أحزاب سياسية يدعمها الحزب في الوصول إلى مجلس النواب

دنيا البحصلي يقول...

ان الأحزاب الطائفية تقوم بالتحالف مع بعضها البعض وخاصة في لبنان وذلك من أجل حفاظها على بعضها البعض مستبعدة التحالف مع الاحزاب العلمانية والتيارات السياسية التي لم تغرق أياديها في الفساد وفي دماء الأبرياء على مدى 15 سنة من الحرب الأهلية اللبنانية...

أم بوحسين يقول...

الله يساعد قلب السيد على مرارة الحياة وأعباءها ويزيده صبر وقوة في مواجهة أصعب المواقف والقرارات.

غير معرف يقول...

هذه المادة هي المرجعية تستحق في رأيي. انه يستحق الادخار للرجوع إليها في المستقبل. انها قراءة رائعة مع العديد من النقاط الصحيحة للتأمل. لقد لنتفق على كل نقطة تقريبا في غضون هذه المقالة.