الاثنين

تساؤلات خطيرة: من قتل رفيق الحريري!؟


من قتل رفيق الحريري؟

أسئلة أصبحت تراودني كثيراً حول جريمة إغتيال الرئيس رفيق الحريري، خاصة بعد سلسلة الإتهامات نحو حزب الله التي لا تُصدّق؛
إذا كانت فرضيات إسرائيل، القاعدة، سوريا أو حزب الله غير صحيحة، فالسؤال الذي يجب طرحه: من المستفيد الأول من جريمة الإغتيال ومن إزاحة رفيق الحريري؟



بالنسبة لحزب الله، أذكر مثالين لا يزالان يطبعا فكري؛
الأول: عند تنفيذ عملية قتل العميل "عقل هاشم"، شاهدنا بث لتصوير العملية عبر جهاز التلفاز، حيث تأخر من سيضغط على جهاز التفجير لدقائق عدّة ريثما يتم ابتعاد كلب العميل الشخصي من جانبه، في ظلّ وجود المقاومين داخل الشريط الحدودي المحتل، وما قد يترتب من تبعات أمنية جرّاء هذا التأخير في نفاذ العملية من أجل إنقاذ حياة كلب.



ثانيها: امتناع حزب الله عن قتل العملاء اللحديين الذين قَتلوا وعذّبوا واغتصبوا القاطنين في قرى وبلدات الجنوب ومنهم شباب حزب الله وعائلاتهم لسنين طوال بعد انتصار المقاومة وتحرير جنوب لبنان، بل تسليم العملاء إلى الدولة وقبول الأحكام القضائية الرمزية التي لا تتعدّى الأشهر بعد كل ما فعلوه بهم.



وبالتالي، هل يُمكن لهذا الحزب الذي استبعد قتل كلب اعتُبر بريئاً، أو امتنع عن ردّ مظالم العُملاء بحقّ أهل الجنوب، أن يقوم بقتل أكثر من عشرين مدنياً إلى جانب رفيق الحريري؟



وإذا اتينا للقاعدة، فهذا الطرف العقائدي لم يكن له أية عمليات داخل الأراضي اللبنانية منذ ظهوره للعلن، مع العلم أن له عمليات مُعلنة في السعودية، مصر، العراق، وغيرها من البلدان القريبة؛ باستثناء معارك نهر البارد، والتي لا تُتهم القاعدة مباشرةً بها، بل جماعة فتح الإسلام المقربة عقائدياً منها والممولة عن طريق ...!!



ولكن لنطرح، ما الضرر الذي كان يُمثله رفيق الحريري للقاعدة؟ وماذا استفادت من جريمة اغتياله؟



وبالنسبة لإسرائيل وسوريا، فتم استبعادهما من فرضية اشتراكهما في جريمة الإغتيال من قبل المحكمة الدولية؛ وترفض قوى الرابع عشر من آذار إحتمال قيام إسرائيل بالعملية أو التحقيق بهذه الفرضية، مع أن لبنان المزدهر سياحياً ومالياً بفعل وجود رجُل قوي كالحريري يؤثر سلباً على إسرائيل ووضعها الإقتصادي؛ تاركين مشاكل رجال الأعمال اليهود مع العرب وخاصة اللبنانيين في أفريقيا والتي تدور حلقاتها تكراراً في سلسلة الحرائق والتفجيرات لمتاجر ومؤسسات اللبنانيين هناك، مع العلم أن للحريري استثمارات في القارة السمراء في تجارة الماس، المادة شديدة الحساسية لإسرائيل، وللتذكير للذي لا يعلم، أن أغلبية الماس تصدر إلى بلدان العالم من "إسرائيل" مع أنها ليست بلداً منتجاً!!.



لذا انطلاقاً مما تقدّم، ومن الناحية الجُرمية:



- ما هي الجرائم المشابهة لجريمة الحريري والتي وقعت في آخر 30 سنة؟



- من هي الأطراف الداخلية أو الخارجية المستفيدة من مقتل الحريري؟



- هل كان هناك إرتباطات للحريري مع أطراف مشبوهة دُولياُ وخاصة في تجارة الماس الدموي؟



- هل كان يُعاني الحريري من مشاكل مع رجال أعمال أو جماعات في آخر سنين حياته؟



- هل وقعت دُولياً جرائم اغتيال بحق رجال أعمال، من كان المنفذ ولأية أسباب؟



- من يملُك تقنيات كالتي قُتل بها الحريري؟ ومن يملك أرضية المكان حينها؟ وما دلالات المعلومات الحديثة عن إنكشاف الإتصالات اللبنانية لإسرائيل، وإمكانية دخولها وتلاعبها بها كما تريد في معرفة مكان الحريري؟



- أين هم ال12 استرالياً الذين سافروا في ذات ليلة اغتيال الحريري إلى استراليا، ووُجد على مقاعدهم مادة التي أن تي؟ وما الدلائل التي يُمكن إستنتاجها من قضية اغتيال المبحوح وسفر منفذيها في ذات الليلة إلى دول شتة؟



- أين هي صورالقمر الاصطناعي الأمريكي " كويك بيرد" الذي صور مشهد عملية الاغتيال لحظة وقوعه من مسافة تقدّر بنحو 450 كيلومتراً من الفضاء؟



- هل صحيح أن شاحنة الميتسوبيتشي التي انفجرت بموكب الحريري وصلت من الشارقة عن طريق شركة فيكتور بوت اليهودي وتاجر السلاح الأشهر عالمياً؟



ومن ناحية الجغرافيا السياسية:



أتى القرار 1559 ، ثم قُتل الحريري، وحدثت تطورات هائلة لبنانياً وعربياً، منها خروج الجيش السوري، وخروج بعض صقور 14 آذار من السجن، واعادة تموضع سياسي للحكومة اللبنانية ضدّ المقاومة، وفرز المنطقة العربية إلى محور إعتدال ومحور مقاومة، أضف إلى ذلك خطط لتدمير وقتل كل قيادات حزب الله في احتفالية الحزب في يوم القُدس المقام سنوياً في ضاحية بيروت الجنوبية بعد حوالي السنة وبضعة أشهر تقريباً من جريمة إغتيال الحريري، لولا أن كانت عملية خطف الجنديين الإسرائيليين، ناهيك عن إعادة طرح موضوع توطين الفلسطينيين، وعن حرب إسرائيلية مُقبلة، وعقوبات تجاه إيران.



واليوم، يصدح البعض بالقول أن المحكمة الدولية الخاصة بالحريري هي على وشك اتهام حزب الله بجريمة الإغتيال؛ ولكن ما خلفية حزب الله لقتل الحريري مع العلم أنه على رأس الحزب شخصية وسطية غير متطرفة، ومحاور لبق بلسان أعدائه، قدّم ابنه على مذبح الوطن من أجل عودة الحرية لربوع لبنان، كيف يُتهم بجريمة أودت بحياة أكثر من عشرين مدنياً من شتة الطوائف كانوا قرب الموكب.
أسئلة بل تساؤلات تخطر في بال المشاهد السياسي للواقع اللبناني، لا أجوبة عليها للآن، ولكن وعلى خلفية القراءة السياسية للواقع نرى أن حزب الله كان مستهدفاً من تاريخ صدور القرار 1559، وحتى اليوم تاريخ اتهامه بجريمة الإغتيال.
هذه التساؤلات قد تكون بعضها برسم عائلة الحريري، وأصحاب ارثه السياسي والمالي،مع ما يعلمونه عن "علاقات والدهم المالية"  وهُم مُلزمين بجوابنا عليها بخاصة مع ما عاناه شعب طوال 5 سنوات،وما يُمكن أن يعانيه الوطن حالياً نتيجة أية اتهامات غير منطقية، ستؤدي بقسمة البلد وضياع أهله.



رفيق الحريري لم يكُن إنساناً عادياً، وجريمة الإغتيال التي استهدفته كانت مروّعة لأقصى الدرجات، وكل ما نطلبه وضع إحتمالات أخرى لأطرف قد تستفيد من إغتيال الحريري، وتملك تلك القدرات، فمن بإمكانه تعطيل أجهزة حماية الحريري؟ لأن اتهام المقاومة غير عقلاني أبداً بسبب أن قوة الانفجار كانت هائلة ولم تهتم الجهة المدبرة بحجم ونوعية الإصابات التي سيسفر عنها الحادث بين اللبنانيين، وهذا ما لا يفعله حزب الله انطلاقاً من تجارب عملياته مع "العدوّ"؛ ناهيك أن الانفجار تسبب في انصهار الفولاذ الذي صفحت به السيارات، ويقول بعض الخبراء أن سيارات الموكب تم تصفيحها بطريقة خاصة، وباستخدام أنواع محددة من مادتي الفولاذ والتيتانيوم وذلك التصفيح مصمم لعدم التأثر حتى بأعتى الألغام الأرضية.
ويبقى السؤال، من إغتال رفيق الحريري؟ وبإنتظار الإجابة...


الكاتب: فرحات أسعد فرحـات FARHAT ASSAAD FARHAT
البريد الإلكتروني: farhatfarhat@live.com

ليست هناك تعليقات: