الأحد

الدول العربية تتفتت من السودان إلى...؟

بقلم: أحمد أبو قدوم

منذ أن تم تفتيت الشام الى شامات واليمن الى يمنات والجزيرة الى جُزيرات والمغرب الى مغاربيات، ومسلسل التفتيتات ما زال مستمراً، فهذا السودان الذي شارف على أن يتشكل منه سودانات، كما حصل مع سابقيه، ليس بفعل الدول الغربية فقط، بل بايدي حكامه، الذين جعلوا من انفسهم اوصياء على مصيره، فإذا كان السودان وهو بهذا الحجم لم يستطع أن يبني نفسه، فكيف إذا قطعت أوصاله وأصبح كل جزء منه لا يمتلك إلا القليل من مقومات الدول بل من مقومات البلديات، فكيف سيؤول مصير أبنائه الذين يعانون ضنك العيش الآن وهم يتربعون على سلة غذاء نصف العالم.

الشركات العملاقة تتوحد من أجل الوصول إلى أعلى الدرجات من التطور والإزدهار والتهام الشركات الصغرى، وكذلك ظهور الأسواق الضخمة في بلادنا والتي أدت إلى إحتكار الثروة والقضاء على أصحاب المحلات الصغيرة، وكذلك الدول الكبرى التي تستعمر وتبتلع الدويلات الصغرى بكل سهولة ويسر كما حدث في العراق وافغانستان، وتسعى حتى الدول الكبرى في حالة تعذر الإتحاد بينها إلى إقامة تحالفات سياسية وعسكرية عند احساسها بوجود خطر يهدد بقاءها، ونحن بفضل العم إنتوني آيدن وزير خارجية الأم الحنون بريطانيا في أربعينيات القرن الفائت، تم إنشاء جامعة لنا من أهم بنودها هو الحفاظ على التجزئة التي اقرها علينا العم سايكس والخال بيكو، وأوجدوا لنا أيضا ما يسمى بمؤتمر العالم الإسلامي الذي لايقل ضررا عن الجامعة، ولم نرَ منذ انشائهما إلا مزيدا من التخلف والتجزئة والانهزام، وإذا كان العاقل هو من يتعظ من غيره والجاهل هو من يتعظ من نفسه، فإننا نكون أقل من المرتبة الثانية لأننا لم نتعظ لا من غيرنا ولا من أنفسنا، وإذا كان الظلم الذي يقع على البعض بل على الجميع بفعل القائمين على هذه الانظمة المستنفدين لخيراتها تُحملُه أبواق الدول الغربية على أهل شمال البلد أو جنوبه، فإنها تستغل بذلك بعض التصرفات المتعمدة من قبل سدنة الأنظمة، وتطرح حلها الذي يحمل في طياته السم الزعاف، وهو إقامة كيان لكل منهما، وتستمر هذه الأطروحات الإنقسامية الإنهزامية بنفس طريقة انقسام الخلايا، حتى يتشكل من الكيان الواحد مجموعة كيانات، كما حصل في شبه القارة الهندية عدما تم فصل الباكستان الغربية والشرقية عن الهند، وبعدها فصل الغربية عن الشرقية باسم بنغلادش، وكما حصل من فصل لتيمور الشرقية عن اندونيسيا، وأذكر صرخة مدوية أطلقها حزب التحرير عند توقيع إتفاقية نيفشا العار محذرا مما يسمى بحق تقرير المصير الذي يعتبر فصلا للجنوب عن الشمال عمليا، وما زال محذرا من خلال مؤتمراته ومسيراته وحملة التوقيع المليونية والتي يطالب الجميع من خلالها بمنع تقطيع أوصال السودان الذي تعمل الدول الغربية على تنفيذه بأيدي ابنائه.

فهل ستبقى الشعوب ساكتة على الجرائم التي تُفعل بها وهي نائمة؟ بل ربما استيقظت ولكن بدل أن تمنع الجلاد من ارتكاب جريمته تساعده على ارتكابها، فلينظروا إلى امريكا كيف أنها تتشكل من أكثر من خمسين ولاية كل ولاية أكبر من دولة وربما اكبر من دول، ولا تسمح لأي منها بالإنفصال أو التصويت على حق تقرير المصير، وكذلك الصين وروسيا، التي تشكل كل واحدة منهما قارة بذاتها، أم أننا نقلدهم في كل شيء إلا فيما يتعلق بوحدتنا وقوتنا ونهضتنا، فيا أهل السودان الأحبة قولوا كلمتكم وامنعوا الجريمة قبل حدوثها حتى لا تندموا ولات حين مندم، ورحم الله القائل:

تأبى العصي إذا اجتمعن تكسرا     وإذا افترقن تكسرت آحادا.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

الاخوة والاخوات اعضاء مجلة حقوق الانسان اكتب هذا التعليق والعقل قد تجمد فلا تفكير مما نسمعه ومانراه من سكوت عربى واسلامى مما يحدث فى السودان الشقيق كيف لاسرائيل ان تدبر وتفعل الافاعيل للعرب وللمسلمين ونحن نتفرج ولانحرك ساكنا لما يحدث الا يدركو ماللسودان ومصر وماللجنوب ومصر وما لاثيوبيا ومصر كيف تتدخل المخابرات الاسرائيلية فى البلدان ونحن نائمون هكذا ويكيدون لمصر ونحن لانتحرك ولانعلم الابعد حدوث المصيبة هؤلاء الرؤساء سيحاسبون عما يحدث ولايحركون ساكنا