الجمعة

أسيادي الآلهة: أعطونا حُقُوقنا كـكـلاب لا أكثر!!!؟

كتب فرحات أ. فرحـات

إن الإحتجاجات التي تشهدها مدينة سيدي بو زيد في تونس على خلفية البطالة يجب وعلى خلفيتها ان تدرك حكوماتنا العربية سوء خططها الإقتصادية القائمة على المشاريع الرعوية غير المُنتجة والتي لا تشغل الأيدي العاملة وخاصة في المناطق والمحافظات الداخلية، فالإقتصاد التونسي مثلاً قائم على السياحة في المناطق الساحلية، وبالتالي لا وجود لمشاريع إنتاجية تلبي حجم الطلب الوظيفي عليها من قبل الشباب التونسي المتعلم القاطن في المدن الأخرى، بل وحتى في العاصمة؛ خاصة عندما تكون مساحة البلد كبيرة، وحجمه السكاني هائل وبالتالي لا يستطيع أن يُلبي كل طاقاته العاملة في قطاع إقتصادي واحد.


ناهيك عن أن السياحة خاصة، أو قطاع الخدمات عموماً المحمي والرائج في مجتمعاتنا العربية بسبب الربح السريع الناتج عنه، والذي يردّ الإستثمار فيه إلى بناء إستثمارات تعمّر لسنوات مقبلة نتيجة حسابات سياسية أو أمنية تقطف ربحاً سريعاً لا يبني إقتصاديات قوية، لأنه مهدد بالضياع نتيجة أية أزمات سياسية أو أمنية، أكثر من غيره من القطاعات الإقتصادية وبنسب كبيرة.

لذا على الحكومات إدراك ان تنويع إقتصادياتها ونطاقاتها السوقية أمر ملح وأساسي بهدف تخفيض البطالة واحزمة البؤس التي تعشعش حول المدن الكبيرة وخاصة حول العواصم وتكون نتيجة نزوح الطبقات الفقيرة إليها بهدف العمل، ما يؤدي إلى إختلالات إجتماعية وطبقية رهيبة.

أيتها الحكومات العربية، أنظروا لمواطنوكم على أنهم أناس لهم الحق في الحياة ضمن ظروف كريمة وصحية، نحن لا نقول تقسيم الأموال أو ثروات البلاد على الشعب، فهذا نوع من الهرطقة الإعلامية لا أكثر، ولا أن تفضلونا على أولادكم وأصهرتكم الذين نهبوا البلاد ونقلوها إلى مصارف الغرب، وإشتروا أغلبية المساحات المهمة والإستراتيجية الصالحة لقيام مشاريع مربحة بأسعار بخسة؛ كذلك لا نريد منكم أن تعيدوا الشركات التي كانت تملكها الدولة وبيعت بأبخس الأسعار على إعتبار أن ميزانياتها سجلت خسائر في سنين أخيرة، وأتيتم أنتم ونتيجة إيمانكم بالإستثمار وحبكم لأوطانكم لتنقذوها وتنقذوا من يعمل فيها؛ ولا أن تعيدوا الأموال التي سرقتموها من رجال الأعمال الذين لم يركبوا ركبكم، فدبرتم لهم المكائد....

فهذا كله وغيره الكثير الذي لن نستطيع تعداده من هوله وكثرته لا نريده منكم، لأن السبب في حرية تصرفكم طوال عشرات السنين الماضية كانت نتيجة غبائنا نحن، ولهونا بخلافات ملاعب الكرة، وأغاني الواوا، وفخاذ نانسي أو تلك التي تتمرغ في الحمام، أو ذاك الذي يغني للحمار!؟ وهذا ربما يكون من نتائج نشركم للرذيلة في مجتمعاتنا، فنسب متعاطي المخدرات من الأعلى على الإطلاق طوال السنوات الماضية، كذلك الجرائم والسرقات.

كل ما نطلبه منكم أيتها الحكومات العظيمة والمؤمنة التي تتسابق لتتصور في صدور المساجد عند أعياد الفطر والأضحى لتركع مطمئنة أن تساوونا بكلاب الحراسة لديكم فأنتم تدربونها، فعلّمونا؛ وأنتم تطعمونها، فأصرفوا القليل من ميزانيات دولنا على بعض المشاريع المربحة والناجحة لكي نعمل ونأكل كالكلاب لا أكثر؛ أما حقنا السياسي فلا نريده، أو لا نستطيع المطالبة به، لأن جيوشنا التي تصرفون لها المليارات لحمايتكم قد نسي ظباطها ورتبائها معاني الشرف للسلاح والإيمان بالحق؛ كذلك الروح المقدسة الممثلة بدول الغرب معكم، ولو أقيمت عشرات الإنتخابات النزيهة التي يحضرها ممثلين ومراقبين دوليين فستجدون أنكم ستبقون في السلطة ومن ينتصر في الإنتخابات قد تقفل الزنازين عليه ويحارب ويوصف بالتطرف والإرهاب.

أسيادي الآلهة، الذين ربما أصبحتم أقوى مِن مَن ذا الذي في السموات ونسيتم قدرته عليكم يوما ما إن كان هناك جنة أو نار أو يوما للحساب؛ نريد منكم ان تعطونا حقوقنا ككلاب ليس أكثر!!!؟

 

ليست هناك تعليقات: