السبت

لمن الغلبة في أية إنتخابات مبكرة !؟

كتب فرحات فرحات

إن الحركات الدينية "كالإخوان المسلمين والسلفيين" التي تريد تطبيق شريعة الإسلام بإسقاطاتها هي في المجتمعات المدنية - وليس كما هو الإسلام - والتي تطلق إتهام "الفلول وأعداء الدين"على كل من يختلف معها من القوى السياسية؛ إنما ستؤدي إلى ردّة على الدين وعداء له من قبل الناس العاديين الذي وجدوا ان الإسلام لا يقبل الآخر وان أحزابه لا ترعى الديموقراطية والحقوق المدنية؛
 
كذلك سيؤدي لتقوية وعودة أعضاء الحزب الوطني أكثر قوّة من ذي قبل؛ وليس نيل شفيق المركز الثاني في الإنتخابات الرئاسية لمرور عادي بل سيظن ونتيجة غباء السلطة الحالية ان من انتخب شفيق كان على حقّ؛ وان الناصريين والبرادعي والقوى الأخرى ليست بالتنظيم ذاته وأنها في ضوء أية إنتخابات رئاسية مقبلة ستسعى بكل جهدها إلى تقسيم الجبنة على ما يرضي كل طرف منها، وهذا ما ظهر نتيجة ترشيح جميع الأطراف نفسها على الإنتخابات الرئاسية وليس دعم مرشح قوي واحد في وجه الإسلاميين والحزب الوطني الذي مثله شفيق؛
هذا عدا عن أنه يوجد في مصر طرفين هما الأقوى والأكثر تنظيماً "الإخوان المسلمين" من جهة "والحزب الوطني" من جهة أخرى غير انه وكون الطرف الأول فشل في إستلام السلطة وفي عودة الإستقرار لمصر وفي ترميم المجتمع المتهالك والمتردي من الداخل لأنهم نظروا دائماً لأنفسهم على أنهم ظلموا ويريدون تحصين مراكزهم خوفاً من اية أخطار أو "مؤامرات" كما يقولون لإنهم تعايشوا مع هذا منذ الخمسينات حيث أمضت معظم قياداتهم سنين في المعتقلات وهذا ما برز في الإعلان الدستوري والذي يريد فيه مرسي ان يحصن نفسه كذلك في الدستور الأحادي وكذلك أيضاً في جميع المظاهرات السياسية التي نظموها والتي أظهرتهم أنهم غير جديري بالسلطة وانهم لا يحترمون وعودهم التي قطعوها على أنفسهم من البداية: لن نترشح لنشكل أغلبية البرلمان؛ ثم لن نترشح لمنصب رئيس الجمهورية، وسنأتي بنائب للرئيس قبطي وغيرها من الوعود الكاذبة؛ 
في حين ان الطرف الآخر اي الحزب الوطني حكم لعشرات السنين وهو منظم ومدعوم من رأسماليي مصر والطبقة المتوسطة التي يشكل الموظفين جزءاً أساسياً من هذا التنظيم كونهم كانوا مع السلطة دائماً؛ ما يؤكد ان الأرض والغلبة ستكون وللأسف للحزب الوطني وليس للقوى الوطنية المدنية في اية انتخابات مستقبلية مبكرة.
 
 

ليست هناك تعليقات: