السبت

ماذا تعرف عن أزمة دارفور؟

دارفور، المدينة التي يثار الجدل حولها عالميّاً، لنتعرّف على قضيتها معاً:
تعريف:
يعود سبب التسمية بدارفور نسبة إلى قبيلة الفور، ودارفور تعني موطن الفور وهي احدى أكبر قبائل الاقليم.
تقدر مساحة دارفور بخمس مساحة السودان وتبلغ 510 الف كيلومتر، وتحد الإقليم ثلاث دول: من الشمال الغربى ليبيا ومن الغرب تشاد ومن الجنوب الغربي أفريقيا الوسطى.
يمتد الإقليم من الصحراء الكبري في شماله إلى السافنا الفقيرة في وسطه إلى السافنا الغنية في جنوبه. به بعض المرتفعات الجبلية وأهمها جبل مرَة الذى يبلغ ارتفاعه3088م حيث توجد أكثر أراضي السودان خصوبة. كما ينقسم الإقليم إداريَا إلى ثلاث ولايات: شمال دارفور وعاصمتها مدينة الفاشر، وجنوب دارفور وعاصمتها مدينة نيالا،وغرب دارفور وعاصمتها مدينة الجنينة .



كيف إنضمَت دارفور إلى السودان؟
كانت دارفور مملكة إسلاميَة مستقلة، حكمها عدد من السلاطين كان آخرهم وأشهرهم علي دينار. وكان الاقليم يحكم في ظل حكومة فدرالية يدير فيها زعماء القبائل مناطقهم حتى سقوط هذا النظام خلال الحكم العثماني. وقد قاوم أهل درافور الحكم التركي ، وقامت خلال هذه الفترة عدة ثورات من أشهرها ثورة هارون التى قضى عليها غردون باشا عام 1877م، وعند قيام الثورة المهدية سارع الأمراء لمبايعة المهدي ومناصرته حتى نالت دارفور استقلالها بعد نجاح هذه الثورة. ولم يدم استقلال الإقليم طويلاً، فعند اندلاع الحرب العالمية الأولى أيد سلطان دارفور الدولة العثمانية التي كانت تمثل مركز الخلافة الإسلامية،الأمر الذي أغضب حاكم عام السودان، وأشعل العداء بين السلطنة والسلطة المركزية، والذي كانت نتيجته الإطاحة بسلطنة دارفور وضمها للسودان عام 1917م.





سكان دارفور:
يبلغ عدد سكان دارفور مايقارب 6 ملايين نسمة، يستخدمون لغات محليَة إلى جانب اللغة العربية. ويسكن دارفور عدد كبير من القبائل التي تنقسم إلى مجموعتين "مجموعات القبائل المستقرة" في المناطق الريفية مثل: "الفور"، "المساليت"، "الزغاوة"، "الداجو"، "التنجر" و"التامة"، إضافة إلى مجموعات القبائل الرحل التي تتنقل من مكان لآخر مثل: "الأبالة"، "المحاميد"، "مهرية"، "بني حسين"، "الرزيقات"، "المعالية"والسلامات والبني هلبة والحيمات والترجم والقمر و"الميدوب". وغالبية القبائل المستقرة من الأفارقة، ويتكلمون لغات محلية بالإضافة للعربية، وبعضهم من العرب، أما غالبية قبائل الرحل فهم عرب ويتحدثون اللغة العربية، ومنهم أيضا أفارقة.

دارفور،من أخصب مناطق السودان:
تكثر في دارفور غابات الهشاب الذي يثمر الصمغ العربي فضلا عن حقول القطن والتبغ في الجنوب الغربي من الإقليم. وتتم في بعض مناطقه زراعة القمح والذرة والدخن وغيرها.
وتمتاز دارفور بثروة حيوانية كبيرة قوامها الإبل،الغنم والبقر، وقد تضررت هذه الثروة عندما ضرب الجفاف الإقليم في بداية السبعينات. وفضلا عن الثروة الحيوانيَة والزراعة، فإن بالإقليم ثروة معدنيَة ونفطيّة هائلة.





صراعات دارفور:
كثيرا ما عرف إقليم دارفور صراعات بين الرعاة والمزارعين تغذيها الانتماءات القبلية لكل طرف،فالتركيبة القبلية والنزاع على الموارد الطبيعيَة الشحيحة والفقر كانت وراء أغلب النزاعات، وغالباً ما كان يتم احتواؤها وتسويتها من خلال النظم والأعراف القبلية السائدة.
ويمثل إقليم دارفور نظراً لحدوده المفتوحة ولمساحته الشاسعة ولوجود قبائل عديدة لها امتدادات داخل دول أفريقية أخرى، منطقة صراع مستمر. وقد تأثرت المنطقة بالصراع التشادي-التشادي والصراع التشادي-الليبي حول شريط أوزو الحدودي، وبالصراعات الداخلية لأفريقيا الوسطى؛ فراجت في إقليم دارفور تجارة السلاح، كما تفاعلت قبائل الإقليم مع تلك الأزمات. وتعتبر دارفور قاعدة تشاد الخلفية فجميع الانقلابات التي حدثت في تشاد تم تدبيرها من دارفور؛
ويشكل الإقليم نقطة تماس مع ما يعرف بالحزام الفرانكفوني (تشاد، النيجر، أفريقيا الوسطى، الكاميرون) وهي الدول التي كانت تحكمها فرنسا أثناء عهد الاستعمار، ما يبرهن الاهتمام الفرنسي بما يجري في الإقليم في الوقت الراهن.
ويقول الخبراء أنَ منطقة دارفور غنيَة بالموارد النفطيّة، ويعتقد أنَ هنالك احتياطي نفطي يبلغ 7 مليارات برميل، وأنَ هناك وجود لليورانيوم فضلاً عن حجم كبير للثروة الحيوانية.





هل هناك إمكانيّة لحل مشكلة دارفور؟
إتفقت الحكومة السودانية مع الأمم المتحدة بنشر قوات دولية، وهي قوات إفريقية تحت قيادة الإتحاد الإفريقي وقوات دولية، وتبحث الأمم المتحدة عن تمويل لهذه القوات، لكن من أكثر الأسباب عرقلة دخول القوات الدولية لدارفور هو إعتراض الحكومة السودانية على بعض الدول المشاركة ضمن تلك القوات كالولايات المتحدة الأمريكية خاصة مع تلويح الولايات المتحدة الأمريكية للحكومة السودانية بتطبيق عقوبات إقتصادية .





"عبوديَة "في دارفور؟
تعتبر المنظمَات الدوليَة بأنَ عدد ضحايا نزاع دارفور قد وصل منذ 2003 إلى 300 ألف قتيل وما لا يقل عن 2،7 مليون مشرد -عدم تبنينا لهذه الأرقام-،
وتنادي منظمَات دوليَة(بدون وجود وثائق محسوسة) أن الجيش السوداني وميليشيات الجنجويد(ميليشيا عربيّة مسلَحة محسوبة على الحكومة السودانيّة) شاركت في عمليات اختطاف استهدفت نساءاً وأطفالاً من الناطقين بغير العربية سواء ممن يتم الإغارة على قراهم أو ممَن يعثر عليهم مختبئين في البراري بسبب قصف قراهم، حيث يتم جمعهم وإرسال النساء والفتيات إلى الخرطوم حيث يوزعون على بيوت جنود سودانيين ما يؤدي بتعرضهم للإغتصاب أو الزواج عنوة أوالعمل كخدم في المنازل، دون راحة. كما ذكرت الدراسة أن الرجال الذين اختطفوا تم إجبارهم على العمل في مزارع يملكها ويديرها الجنجويد.
ورغم أن الحكومة السودانية تنفي "رسميا" وجود العبودية فيها إلا أنها اعترفت بوجود حوالي 14.000 حالة اختطاف بين الأعوام 1983 - 2005 بسبب الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب.





إدارة التحرير

ليست هناك تعليقات: