مازال يرى البعض أن موقفي مرتبك تجاه الدكتور محمد البرادعي، وربما يكون أصحاب هذا الرأي على حق، إذا كانت تساندهم في بناء هذا الرأي، بعض ما نشرته الصحف منسوباً إليَّ، أو بالأصح "مجتزءاً" من تصريحات أدليت بها، أو مقالات نشرتها عبر هذه الزاوية.
..عناوين بعض الصحف أبرزت- مثلاً- حديثي عن الدكتور البرادعي بوصفه مرشحاً افتراضياً، إلا أنها لم تذكر ما أوردته هي في متن الخبر أن كل المرشحين في مصر وفقاً لنص المادة رقم 76 من الدستور، افتراضيون!! حيث عمد النص إلى أن يكون هناك مرشح حقيقي وحيد هو جمال مبارك!!
.. لن أتحدث عن أحاديث وتصريحات لم أدل بها، ولم أسمع عنها إلا من خلال عناوين بعض الصحف التي عمدت للإيقاع والدس بين أنصاري وأنصار الدكتور البرادعي، وشطر كبير منهم مشترك!!
.. اتصل بي زميل صحفي كبير ليسألني عن تعليقي علي حوار الدكتور البرادعي مع الصديق عمرو أديب بـ «القاهرة اليوم» فأوضحت حجم تقديري واحترامي للرجل، ولما طرحه من أفكار في الحوار، وهي خلاصة جيدة لما سبق أن قدمناه في برنامجنا الإصلاحي عام 2005، وهو ما سبق أن أجمعت عليه كل القوي الوطنية من مطالب إصلاحية منذ عشرات السنين!!
.. سألني أيضاً عن ردي علي ما قاله الدكتور البرادعي رداً علي سؤال عمرو أديب عن معرفته بي «قبل أن نلتقي يوم 23 من فبراير» عندما قال البرادعي إنه لم يسبق له لقائي، أو التعرف عليَّ وجهاً لوجه!! فقلت له: هذا إقرار لواقع فأنا لم ألتقه من قبل، ولم أشرُف بالتعرف عليه للآن.
.. المفاجأة أن العنوان الذي نشره الزميل، كان «أيمن نور: لا أعرف من هو البرادعي وكلامه مكرر لا يقدم ولا يؤخر!!»- لا حول ولا قوة إلا بالله.
.. المفاجأة الأكبر أنني عندما أرسلت توضيحاً وتصحيحاً لم ينشره، وعندما قمت بالإدلاء بتصريحات في كوم أمبو والأقصر وأسوان وبلانة والنوبة وتوشكي وغيرها من محطات حملتي الأخيرة لطرق الأبواب بجنوب الصعيد، قلت فيها: إن هذه الرحلة استهدفت نقل رسالة الجمعية الوطنية للتغيير، لعشر مدن بجنوب الصعيد، لم ينشر أحد علي الإطلاق سطراً واحداً عن الجولة!! أو حتي أي إشارة لهذا التصريح «!!»- شاهدوا الجولة بالفيديو علي موقع الدستور.
.. وعندما بدأت أستشعر أن هناك من يسعي لمزيد من بث روح الفُرقة والخلاف بين صفوف المعارضة الوطنية، عقدت مؤتمراً صحفياً بالإسكندرية مساء الأحد الماضي لتحذير أنصاري من الوقوع في هذا الفخ الأمني والإعلامي، إلا أن أحداً لم ينشر الخبر عدا جريدة واحدة!!
.. لم يعد أمامي إذن إلا هذه الزاوية لأعلن منها وبوضوح أننا والدكتور البرادعي وكل القوي والرموز الوطنية جنود في معركة واحدة هي معركة التغيير، ودعاة لمبادئ واحدة، شركاء في مشروع وطني واحد هو: «مصر أكثر عدالة وحرية».
.. قلت- وأكرر- ليس مهما لون القط، المهم أن يقتل الفئران!!
.. ومرة أخري أقول: إننا نؤمن بأن وجود البرادعي بين صفوف المعارضة ودعاة التغيير، هو زخْم ودفعة قوية لعجلة التغيير، التي تحتاج لكل الجهود، والطاقات المخلصة لهذا الوطن، المؤمنة بحقه في التقدم.
.. أنبه إلي أننا كنا ومازلنا مع حق الدكتور البرادعي في الترشح للرئاسة، وكذلك حق كل الأسماء المطروحة وغير المطروحة في خوض السباق، ليكون الخيار للناس بين متنافسين حقيقيين.. قادرين علي كسر حائط الاحتكار والاستبداد.
.. مصلحة مصر الآن- وأولاً- أن تكون هناك فرص متساوية للترشح أمام الجميع، وعندما ندرك تلك اللحظة، قد تأتي لحظة أخري تستوجب تجميع الجهود وتوزيع الأدوار، للخلاص من الاستبداد!! ونظن أننا والدكتور البرادعي وصباحي وكل الأسماء الوطنية سنكون أول الملبين للنداء.. المتفانين في إدراك النتيجة.
.. شكراً للحزب الوطني الذي رفع لافتات في بورسعيد تقول: لا للبرادعي ونور فمبارك أدخل علينا السرور!.. وشكراً لسبعة أحزاب- لا أعرفها- قررت بالأمس محاكمة البرادعي وأمطرتني بالاتهامات واللعنات!! فهذه الأفعال الصغيرة، تكبر وتعظم وتقوي المشترك بيننا!!
بقلم : إدارة التحرير نقلاً عن أيمن نور
هناك تعليق واحد:
.. قلت- وأكرر- ليس مهما لون القط، المهم أن يقتل الفئران
كلام في الصميم فكل القوى المطالبة بالتغيير هي في خندق واحد
إرسال تعليق